كأس أفريقيا 2008 بداية ونهاية لعائلة سونج
قبل انطلاق نهائيات كأس الامم الافريقية السادسة والعشرين التي اختتمت فعالياتها يوم الاحد الماضي في غانا اتجهت معظم الانظار نحو المنتخب الكاميروني لمعرفة ما سيفعله "الاسود التي لا تقهر" في هذه البطولة التي اعتبرها الكثيرون نهاية حتمية لبعض اللاعبين.
وبالتأكيد كان على رأس هؤلاء اللاعبين نجم الدفاع المخضرم ريجبور سونج الذي أثار كثيرا من الجدل في الاونة الاخيرة نظرا لان البعض اعتبره نقطة ضعف في دفاع الأسود فيما اعتبره آخرون عنصرا مهما في صفوف المنتخب الكاميروني.
ولكن مع نهاية فعاليات البطولة أدرك الجميع أنها كانت النهاية الحتمية لقائد الاسود ريجبور سونج والبداية لعضو آخر من عائلة سونج وهو ابن عمه لاعب خط الوسط ألكسندر سونج.
وشتان ما بين سقوط سونج الكبير وبروز سونج الصغير في هذه البطولة القوية التي شهدت هزيمة الاسود مرتين أمام المنتخب المصري فقد بدأ الأسود مشوارهم في البطولة بالسقوط المهين 2/4 أمام "الفراعنة" ثم سقطوا مجددا صفر/1 أمام الفراعنة أيضا في المباراة النهائية.
وكان لثغرة سونج الكبير دور رئيسي في انتصاري الفراعنة في حين شهدت البطولة بزوغ نجم سونج الصغير ليكون أحد مكاسب الاسود في هذه البطولة.
ومن الصعب أن يصدق أحد أن ألكسندر سونج لم يشارك سابقا مع المنتخب الكاميروني فقد كانت بطولة كأس الامم الافريقية بغانا ضربة البداية بالنسبة له مع الاسود.
والمثير للدهشة أن ألكسندر /20 عاما/ الذي نال جائزة أفضل لاعب شاب في البطولة والذي اختير ضمن التشكيل الاساسي لمنتخب أفريقيا بناء على مستواه في البطولة لم يكن ضمن التشكيل الاساسي للفريق في البطولة.
وبدأ سونج مشواره في البطولة الافريقية على مقاعد البدلاء في الشوط الاول من مباراة المنتخب الكاميروني مع نظيره المصري في بداية مشوار الفريقين بالبطولة.
ولكن مع انتهاء هذا الشوط بتخلف الاسود صفر/3 أمام الفراعنة دفع الالماني أوتو فيستر المدير الفني للمنتخب الكاميروني بلاعبه ألكسندر سونج بدلا من ستيفاني مبيا في الشوط الثاني لضبط إيقاع خط وسط الفريق لتكون بداية سونج الصغير لاعب أرسنال الانجليزي مع أسود الكاميرون.
الجدير بالذكر أن سونج الصغير نال إشادة ابن عمه ريجبور سونج قائد المنتخب الكاميروني الذي قال عن ألكسندر إنه صديقه الذي يفتخر به.
وأوضح سونج أن ألكسندر لا يلعب بانتظام مع فريق أرسنال ولذلك كان أداؤه العالي في البطولة الافريقية بغانا مثار سعادة للجميع .
ولعب ألكسندر لفريق باستيا الفرنسي بداية من عام 2003 وحتى انتقل إلى أرسنال في عام 2005 ولكنه أعير في كانون ثان/يناير 2007 إلى تشارلتون الانجليزي لمدة ستة شهور فقط عاد بعدها إلى صفوف أرسنال حيث شارك معه في أربع مباريات فقط بالدوري الانجليزي هذا الموسم ولكنه شارك معه في ثلاث مباريات ببطولة دوري أبطال أوروبا.
ويبدو أن الفرنسي أرسين فينجر المدير الفني لارسنال كان يرغب تحويل ألكسندر من اللعب بوسط الملعب إلى مركز قلب الدفاع ولكن ينتظر أن يغير فينجر تفكيره بعد أداء ألكسندر في البطولة الافريقية والذي أظهر تفوق اللاعب في خط الوسط خاصة في مباراة فريقه أمام المنتخب الغاني بالدور قبل النهائي والتي فاز فيها بجائزة أفضل لاعب في المباراة.
وعلى النقيض تماما كانت النظرة في نهاية البطولة إلى ابن عمه سونج الذي يرى الكثيرون أنه كان نقطة ضعف كبيرة في صفوف الاسود حتى أن البعض اعتقد أنه تجاوز الاربعين من عمره وأصبح في حاجة لمن يحرسه بعد أن كان في الماضي صمام أمان أمام مرماه.
ومازال سونج في الحادية والثلاثين من عمره لكنه قد لا يظهر مجددا في صفوف المنتخب الكاميروني الذي قاده من قبل للقب البطولة الافريقية عامي 2000 و2002 حيث شارك في البطولة الافريقية بغانا لتكون السابعة له ليعادل بذلك الرقم القياسي المسجل باسم الحارس الايفواري السابق ألان جواميني والذي عادله مؤخرا أيضا اللاعب المصري أحمد حسن.
كما أن المباراة النهائية للبطولة أمام المنتخب المصري كانت رقم 33 بالنسبة لسونج في نهائيات البطولات الافريقية وهو رقم قياسي آخر.
وفي مقابلة خاصة مع وكالة الانباء الالمانية (د.ب.أ) بعد الهزيمة أمام المنتخب المصري في نهائي البطولة وقبل توديع البطولة أكد سونج أنه لم يفكر بعد في مستقبله مع المنتخب الكاميروني ولكنه يحلم بقيادة الفريق للعودة إلى بطولات كأس العالم بعدما غاب الفريق عن نهائيات البطولة السابقة عام 2006 بألمانيا.
وعن مستواه في البطولة الافريقية والاخطاء التي ارتكبها ، قال سونج إن "الاخطاء واردة وما من لاعب لا يخطئ في الملعب ولذلك يجب أن يكون تقييم اللاعبين قائما على المستوى الاجمالي لهم وليس على الاخطاء التي يرتكبها اللاعب من حين لآخر".
أما بالنسبة لرأيه في المنتخب الكاميروني الذي شارك في هذه البطولة ، فقال سونج إن الفريق يضم مجموعة من اللاعبين المتميزين الذين يمكنهم تقديم مستو جيد مثل صامويل إيتو وجيريمي نيجيتاب واللاعبين الشبان مثل ألكسندر سونج.
وأوضح سونج أنه حاول كثيرا توجيه زملائه من اللاعبين صغار السن مثلما تعلم هو سابقا من النجوم الكبار الذين لعب بجوارهم أو الذين أعجب بهم مثل روجيه ميلا.
وأضاف أن نصيحته للاعبين الشبان دائما هي الاجتهاد ولكنه يرى أن النواحي المادية تستحوذ على اهتمام أكبر لدى اللاعبين الشبان ورغم ذلك لم تكن هذه النواحي المادية سببا في الهزيمة في المباراة النهائية للبطولة الافريقية.
وأوضح سونج أن أشد ما يزعجه بعد ضياع اللقب الافريقي هو أنه لم يقم بإهداء اللقب إلى روح والده بول سونج الذي كان أول من ذهب به إلى الاستاد وأول من وجهه للعب كرة القدم ولكنه توفي وهو لا يزال في العاشرة من عمره.
وأشار إلى أن أفضل البطولات الافريقية السبع التي خاضها كانت بطولتا 2000 و2002 حيث قاد الفريق للفوز بلقب كل من البطولتين مشيرا إلى أنه لا يهتم كثيرا بتحطيم الارقام القياسية فهي "هبة إلهية" ولكنه يتمنى دائما ألا يتعرض للاصابة حتى لا تتوقف الحياة بالنسبة له فكرة القدم والمشاركة في المباريات هي الحياة بالنسبة له.
وعن تفكيره في الاعتزال ، قال سونج إنه يتمنى المشاركة في كأس العالم 2010 باعتبارها أول بطولة كأس عالم للكبار في أفريقيا كما أنه مازال في الحادية والثلاثين من عمره ومازال أمامه سنوات كثيرة للعطاء فقد اعتزل ميلا بعد الاربعين واستمر المدافع الايطالي باولو مالديني في الملاعب لما بعد التاسعة والثلاثين من عمره.
وعن اتجاهه للتدريب بعد اعتزال اللعب ، أكد سونج أنه أمر وارد بالفعل لأنه لا يستطيع الابتعاد عن ملاعب كرة القدم