فى عمر مبكر بدأ ممارسة كرة القدم فى شوارع مدينة دمياط .. فى السادسة من صباح كل يوم كان يتسلل من منزله فى حارة الحمزاوى ، ويمر على أبناء الحى، ليمارسوا الكرة حتى يسمعوا جرس المدرسة .. فيذهبوا لقضاء اليوم الدراسى ثم يعاودن اللعب لما يقرب من منتصف الليل .. ومن يوم الى يوم اصبح .. الطفل الصغير - العاشق لكرة القدم - واحد من اشهر نجومها واكثرهم موهبة ، ولازالت الناس تتذكره الى الى اليوم رغم اعتزاله منذ اكثر من ربع قرن .ز هو رفعت الفناجيلى لاعب النادى الاهلى فى الستينات ، وعضو الفريق الذهبى الذى ضم المع الاسماء واكثرهم موهبة. بدا مشوار الفناجيل باللعب فى دورى المدارس حيث شاهده احد المدرسين فضمه لفريق مدرسته وراح يلعب له فى بطولة مدارس المحافظة ثم انضم لنادى دمياط ليلعب لفريق النهضة ، وهو فريق الاشبال الذى يلى الفريق الاول .
وفى الثانية عشرة من عمره تلعب الصدفة دورها حين انضم للفريق الاول بعد ان تخلف احد لاعبى الفريق عن حضور احد مبارياته ، ومنذ تلك المباراة بقى الفناجيلى كلاعب اساسى فى الفريق وشارك فى معظم مبارياته .. احيانا كصانع العاب فى خط الوسط ، واحيانا كساعد دفاع أيمن . لم تتح للفناجيلى فرصة اكمال تعليمه وحصل على الشهادة الابتدائية فقط .
وقدكانت هناك اسباب قوية وراء ذلك عنها يقول الفناجيلى : فقد والدى للبصر واصطرلانفاق كل مدخراته فى العلاج ، وهنا كان يتعين على ان أنزل الى معترك الحياة مبكرا لاخوض تجربة العمل حتى اساهم فى الانفاق على اسرتى المكونة من الاب والام وخمسة من الاشقاء ، وقد عملت فى ورشة لزخرفة الخشب او ما يعرف باسم "الاويما" وكنت احصل على جنيه فى الاسبوع وهومبلغ ضخم فى ذلك الوقت ! لعب الفناجيلى لنادى اتحاد دمياط ، ثم للساحة الشعبية ، ثم نادى اتحاد دمياط ثم النادى الاهلى ولهذا الامر قصة .. ففى احد المباريات التى كان يؤديها فريق وزارة الصحة فى دمياط .. تولى رفعت الفناجيلى مهمة رقابة أحمد مكاوى -وكان فى قمة تألقه – وأدى الفناجيلى مباراة رائعة فلفت نظر عبد المنعم البقال – كشاف الاهلى المعروف – وقرر وضعه تحت الملاحظة فقام بتنظيم مباراة للاهلى فى دمياط كان الهدف الاصلى منها هو اختبار رفعت امام مهاجمين لهم وزنهم ..
ونجح الفناجيلى بالفعل فى الاختبار ، وقرر الاهلى ضمه وذهب الى القاهرة ليبدأ التجربة الجديدة لكنه لم يتجاوز حد المشاركة فى التدريبات والمباريات الودية وهو مالم يرض طموحه حيث شعر بأنه فى الاهلى اصبح لاعب عادى بينما كان فى دمياط مثل الملك المتوج ! وفى احد الايام جاءه واحد من لاعبى الاهلى وراح يتكلم معه عن فرصة اللعب وكيف انها ستكون ضئيلة للغاية واقنعه بألا يبقى فى النادى لانه سيبقى مركون دون لعب . وقام هذا اللاعب باقناع الفناجيلى بالانضمام لنادى اتحاد السويس ، وكان قد بلغ الثامنة عشرة من عمره . نصيحة اللاعب لم يكن لها سبب سوى انه وجد فى الفناجيلى منافسا ومهددا له فى مركزه ! ويختفى الفناجيلى من الاهلى دون ان يهتم احد بهذا الاختفاء ..
ويبدأ مشواره مع الفريق الجديد ويحرز فى أول مباراة له امام المصرى هدفا هو هدف الفوز ، ثم يتم ضمه لمنتخب مصر ويسافر معه الى فرنسا والبرتغال حيث كان يلعب فى بطولة البحر المتوسط ، وبعد عودة مسابقة الدورى ةأتى مباراة الاهلى امام اتحاد السويس ، ويتألق فيها رفعت بشدة بعد ان تمكن من ايقاف الضظوى - هداف الاهلى – ومنع خطورته ، وهنا شعر اداريو الاهلى ومعهم عبده البقال ، بالخطأ الذى وقعوا فيه وراحوا يخططون لاستعادته من جديد. وبعد انتهاء الموسم وخلال اجازة الصيف ..
مارس الكثيريبن الضغوط على الفناجيلى لكى يعود الى الاهلى ولكنه لم يكن يحتاج لمجهود كبير لكى يقتنع بالعودة ، وفى الموسم التالى كان لاعبا فى صفوف الفريق مرة اخرى . وابتداءا من عام 1954 ظل يرتدى الفانلة الحمراء طيلة 13عاما شارك خلالها فى احراز العديد من بطولات الدورى والكأس مع نجوم تلك الحقبة امثال : صالح سليم ، وعادل هيكل ، وعبد الجليل حميدة ، وطارق سليم ، وميمى الشربينى ، وشريف الجندى ، وفتحى خطاب وعن شهادته فى ابناء جيله قال : "الضظوى احسن لاعب يضع الكرة فى المرمى وصالح سليم احسن لاعب يعطى الكرة لغيره ليضعها فى المرمى" . تميز رفعت الفناجيلى بكل مهارات كرة القدم من حيث الاستقبال الجيدوحسن التصرف والتمرير المتقن و التسديد القوى الدقيق كما كان بارعا فى توزيع مجهوده على على زمن المباراة وهو لم يكن يعرف السبب الحقيقى لنقص لياقته البدنية فقد كان مصابا بالربو دون ان يعلم ، وقرر الطبيب علاجه دون ان يروى له حقيقة الموضوع ، وقد شفى الفناجيلى من المرض نتيجة لطاعته الكاملة فى العلاج والتزامه بتعليمات الطبيب .
كان رفعت الفناجيلى اكثر ميلا – بحكم مهاراته – الى الجانب الهجومى ، لكن عندما يتم تكليفه بمهام دفاعية كان يقوم بها على أكمل وجه ، وكثيرا ما تم اسناد مهمة مراقبة صانع الالعاب فى الفريق الاخر – وهى مهمة ليست بالهينة – لكنه كان ينجح فيها بشدة نظرا لادائه لمهام هذا المركز كثيرا واصبح ملما بكل خباياه . الفناجيلى له اراء واضحة فى العديد من اللاعبين المصريين والعالميين وعنهم يقول :" اعجبنى كوتشيس لاعب المجر وريال مدريد الاسبانى لامتيازه فى ضربات الرأس وأجادة احتلال الاماكن ، ونيتو كابين الاتحاد السوفييتى فى نهاية الخمسينات لبراعته فى الجوانب الهجومية والدفاعية. ومن لاعبى جيلنا هناك صالح سليم ، وحنفى بسطان ، ورأفت عطية ، وعلاء الحامولى ، ووحسين مدكور ، ونور الدالى ، ويكن حسين ، وشريف الفار ، وتوتو ، وعادل هيكل ، وحمادة امام ، والشيخ طه اسماعيل ، وأحمد مكاوى ، ويعجبنى من الاجيال التالية محمود الخطيب – صاحب الحظ السىء لاصاباته الكثيرة – وحسن شحاته ، ومختار مختار ، وماهر همام ، ومحمد صلاح ، واكرامى" .
كان الفناجيلى واحدا من ضحايا حرب 1967 فقد توقفت كرة القدم ، وتجمد نشاط الكثيرين وانخفضت معنويات الجميع واخيرا يعتزل المهندس مثله مثل اخرين من لاعبى جيله ، ويستقر به المقام فى دمياط مسقط رأسه التى شهدت بدايته الاولى .
الفناجيلى فى سطور:
الاسم بالكامل : محمد رفعت محمود مصطفى الفناجيلى
تاريخ الميلاد : اول مايو 1936 الحالة الاجتماعية : متزوج منذ عام 1963 وله ثلاث بنات وولدان
المركز :ساعد الهجوم الايمن للنادى الاهلى
المؤهل الدراسى : حاصل على الشهادة الابتدائية . ولكنه بذكائه وخلقه الطيب تمكن من الوصول لرتبة النقيب في القوات الجويةمع رأفت عطية وعبده نصحى ومحمد رفاعى ورضا وشحتة .
اسم الشهرة : المهندس والمعلم والمدفعجى
الالقاب : لقب احسن لاعب ثلاث سنوات متتالية ابتداءا من عام 1960 واحسن مدافع فى العالم فى دورة روما الاوليمبية