بين عصام الحضري وفاروق جعفر

عندما سافر - ولا أقول هرب - النجم عصام الحضري إلي سويسرا علم الجميع بالخبر في ساعات قليلة. بل ربما في أقل من ساعة - وعلمت وسائل الإعلام المختلفة مكانه.
ولكن الذي هرب حقيقة ولم يعرف أحد مكانه. بل لم يعرف أحد عما إذا كان مازال في مصر أم غادرها.. فلم يكن احد يتصور سفره إلي خارج مصر وهو النجم الكبير الذي كان يعتبر من اشهر لاعبي مصر إن لم يكن اشهرهم علي وجه الاطلاق.. ألا وهو فاروق جعفر.. ومتي؟؟ في عز مجده وعز تألقه. وعز نجوميته.. في أوائل السبعينيات.
ولما طال غيابه سألوا عنه في الجوازات والجمارك فاتضح انه سافر إلي الخارج. ولم يتحدد البلد الذي سافر إليه.
الوحيد الذي علم بعد فترة بمكانه وسبب سفره كابتن محمد الجندي مدرب فريق مصر القومي.
فقد ارسل فاروق جعفر خطاباً مؤثراً لمحمد الجندي يؤكد له فيه مدي حبه واخلاصه لشخص محمد الجندي الذي يعتبره مثله الاعلي.. وأكد فاروق جعفر في الخطاب أنه تحت امر الفريق القومي في أية لحظة وفي أي موعد.. وانه يؤكد انتماءه لمصر ولشعب مصر. وأنه غاضب فقط من ناديه الزمالك ولكنه مستعد للتضحية بما يحصل عليه في "بلده الثاني"!! العراق - فهو يحصل هنا علي الكثير - ذلك البلد الذي يقدر نجوميته وخبرته وتألقه ولكن بلده أهم.. وفانلة الفريق القومي إذا نادته فسيلبي النداء فوراً مهما كانت التضحية.
ومرت شهور كثيرة وفاروق جعفر يلعب في العراق دون أي استغناء أو موافقة أو أذن لا من نادي الزمالك ولا من اتحاد الكرة.
وبعد فترة ساءت فيها نتائج الزمالك سافر بعض اعضاء مجلس إدارة الزمالك إلي بغداد وعادوا بفاروق جعفر الذي كان قد غضب من ناديه الذي كان يعطي لبعض زملائه مرتباً شهرياً ألف جنيه!!.. ألف جنيه يالاعبي هذه الأيام..!! وكان يعطيه هو "400 جنيه" ربعمائة جنيه فقط لاغير وهو خير من هؤلاء الذين يتقاضون اكثر من ضعف مايأخذه.. وما كان يحز في نفسه انه لم يكتشف هذا إلا بعد فترة.. وكان يعتقد ان زملاءه من النجوم "الفئة الممتازة" يتقاضون مثله!!.. لذا فضل ترك النادي غاضباً.. ولما كان يعلم علم اليقين أن النادي لن يستغني عنه لناد مصري آخر آثر السفر خلسة دون ان يدري أحد بعد ان رتب اموره بأمكانه اللعب في العراق بدون استغناء بمرتب ضخم جداً.
المهم عاد فاوق جعفر إلي مصر وتمت ترضيته.. ومرت اسابيع طويلة.
ثم فوجئنا - ونحن في النادي الأهلي - نصدر مجلة "الأهلي" فوجئنا بعم "رشاد شرف" أقدم عضو بالأهلي - وكان يساعدنا في المجلة في سرد التواريخ القديمة وقصص النادي فوجئنا به يدخل علينا ومعه فتاة "سبحان الخالق المصور" اجمل من أية نجمة سينما عالمية وأشيك من أي فتاة مانيكان وأرشق من أي راقصة باليه.. سبحان الخالق العظيم.
من هذه الفتاة ياعم رشاد؟.
إنها زوجة فاروق جعفر وتريد ان تقابله!!.. ماذا تقول يارجل؟ اسألوها!!
اتضح انها فتاة عراقية تعمل مضيفة جوية في شركة طيران العراق.. اسمها "وفاء محمد أحمد".. تزوجت علي سنة الله ورسوله من فاروق جعفر الذي سافر إلي مصر فجأة منذ اسابيع ولم يعد ولم يتصل بها.. وهي تريد الطلاق ولاشيء غير الطلاق!!
الأمورة الجميلة معها كل المستندات.. وثيقة الزواج الشرعي وتصديق القنصلية المصرية ببغداد.
- طيب لماذا جئت إلي النادي الأهلي بالذات؟
- لأنني أعلم انه لاعب في أكبر ناد مصري.. وعندما وصلت مطار القاهرة سألت عن أكبر نادي كرة فاحضرني سائق التاكسي إلي هنا!!
نظرنا إلي بعض.. وقلنا لأنفسنا: "اراد الله ان يفضحك ياعم فاروق.. وهات ياصور لاجمل واشيك فتاة مع نشر الوثائق.. ووزعنا يومها ربع مليون نسخة من مجلة "الأهلي".. ذكريات!!