الخبراء يتحدثون عن الواقعة من الناحيتين الإنسانية والقانونية
الحضري استجاب لإغراء المادة وتغافل عن نداء المنطق و العقل والأخلاق
'الفيفا' و'الكاف' لا يقران اللجوء إلي الأبواب الخلفية واستخدام الأساليب التحتيةلازالت اصداء واقعة هروب الحضري واستجابته لاغواءات المادة واغراءات نادي سيون السويسري بفتح طاقات الانطلاق إلي عالم الشهرة والاضواء الأوروبي تتردد بقوة في جنبات الساحة الرياضية.. غالبية اعضاء الأسرة الكروية بمختلف انتماءاتها والوانها شجبت التصرف ورفضت السلوك وادانت كل من شارك في الهروب.. وقلة من المزايدين والسابحين ضد التيار نادت باستخدام الرحمة والشفقة ومراعاة مصلحة اللاعب وتقدير الضغوط والظروف التي تعرض لها وتقبل أوبته والاستجابة لندمه واعادته لحضن مصر الدافئ والتسامح مع خطيئته.
ولقد جاءت نبرة الحضري الحزينة وصوته الخفيض في آخر حديث اذاعي له بثته احدي الاذاعات المتخصصة لتفصح عن اعترافه بخطيئته وشعوره بجريرته واندفاعه ضاربا بكل الأعراف والمبادئ والاخلاقيات عرض الحائط منساقا وراء ابهار المادة وسطوة المال وبريق الثروة والغني المتسرع وغير المأمون.. ومعترفا بفضل ناديه الاهلي عليه ومتمسكا باهدابه وطالبا الغفران إذا ما كانت العودة ضرورية وإذا ما كان الهروب غير مستمر.. ولعل موقف الحضري الذي كشفته نبرته يكون خير واعظ وافضل عبرة لكل زملائه ليحول بينهم وبين تكرار الخطأ وللمسئولين لتثقيف وتوعية الشباب بالقواعد والأسس والاصول الاحترافية التي يجب الا يتخطوها في سعيهم نحو تأمين مستقبلهم وتجاوز الآفاق المحلية والانضمام للأندية الأوروبية.
ادعاء المعرفة
يقول كابتن سعيد حشمت رئيس جهاز الرياضة السابق وشيخ الرياضيين المصريين لا ادعي انني ملم بالقوانين واللوائح الاحترافية الصادرة من الفيفا لضبط ايقاع عناصر الساحة الكروية حاليا وهي الآفة التي سادت وتحكمت فيما نسمعه ونشاهده في وسائل الاعلام المختلفة.. معظم ما يطل علينا فيها لمدعين معرفة وغير متخصصين أو متجرين في القوانين واللوائح.. ولذلك عادة ما يغيرون أراءهم ويبدلون رؤاهم بين ساعة وضحاها.. أما من الناحية الإنسانية والاخلاقية ففي رأيي ان الواقعة يحكمها أمران.. الاول هو إذا ما ثبت لجوء الحضري إلي قيادات الاهلي وشرحه لملابسات الأمر وطلبه السماح له بتأمين مستقبله والسعي إلي استغلال ما تبقي له من فترة في الملاعب وهي لا تزيد عن عدد اصابع اليد الواحد أو حتي نصفها من سنوات وان مطلبه لجوءه لم يجدا صدا طيبا في نفوس قيادات ناديه الذين تعنتوا ورفضوا مجرد السماع فان الحضري يكون بهذا قد تخطي حدود الخطأ ولم يقع في الوزر ولم يرتكب ما يستحق عليه اللوم وليس العقاب.. اما إذا كان الحضري قد استشعر رفض قيادات الاهلي لرغبته دون ان يترجمها إلي مطلب حقيقي ودون ان يتقدم بطلباته رسميا و من خلال القنوات والطرق الشرعية ولجأ للأبواب والنوافذ الخلفية واستجاب للاغراءات والاغواءات المادية فلا شك في ارتكابه للخطأ الفادح الذي يتنافي مع كل الاعراف ويتعارض مع الاخلاقيات والسلوكيات التي يجب ان يلتزم به الجميع خاصة عناصر الساحة الرياضية التي تحض علي التنافس الشريف وتدفع إلي الاخلاقيات العالية.. ولعل الساعات والأيام القليلة القادمة تكشف خبايا واسرار اضافية نتداولها مما هو مطروح علي الساحة وقد تساعدنا تلك المعلومات علي الحكم الصحيح والرؤية الواضحة.
الحلال بين
ويقول كابتن حسين لبيب عضو المجلس القومي للرياضة وأمين صندوق اتحاد اليد انه من حق أي فرد في اي مجتمع ان يبحث عن مصلحته ويسعي لتأمين مستقبله ويحرص علي اتخاذ ما يلزم من اجراءات وخطوات لتحسين اوضاعه وحالته واحتلال المكانة الانسب والافضل في مجتمعه.. لكن كل هذا البحث والسعي والحرص لا يجب ان يكون علي حساب الآخرين وتخطيا للقوانين وتجاوزا للاعراف والاصول والقواعد المتبعة والمرعية.. كما ان هذا السعي لا يجب ان يدفع الفرد لتفاعل مصلحة المؤسسة أو المنظمة أو الهيئة التي ينتمي إليها ويخضع لقواعدها.. ولاشك في واقعة الحضري انه قد باع كل ما هو مرتبط به مع النادي الاهلي مع اتفاقات وعهود بل وعقود خضوعا لبريق المادة واغراءات الأموال.. ولقد نسي الحضري في خضم عجلته وتسرعه ما يمكن ان يعرضه بما فعله من تصرف احمق لناديه من ايذاء علي المستويات المحلية والافريقية.. فهو الحارس الاول بالنسبة لناديه والمنتخب.. وخروجه بهذه الصورة المتعجلة والمتسرعة وغير القانونية يضر بالجهتين ابلغ الضرر ويسيء لمكانته وسمعته كحارس افريقيا الاول.. ولاشك ان القانون الجديد الذي يسعي المجلس القومي للرياضة لاستصداره يضبط ايقاع الساحة الرياضية بصورة افضل ويوضح ويحدد معالم وحدود الواجبات والحقوق لكل العناصر المتعاملة في الساحة خاصة ان المتغيرات والاخفاقات التي تواجهها القوانين الدولية من خلال المواقف الجديدة تجعل من القانون القديم حالة غير متوافقة وتفرض علينا تعديله وتغييره.
التجاوز مرفوض
ويقول المهندس هاني ابوريدة ممثل منطقة شمال افريقيا في الاتحاد الافريقي لكرة القدم ­ الكاف­ وعضو مجلس ادارة الاتحاد المصري.. اتعجب كثيرا مما فعله عصام الحضري ولا اصدق ان احد الاندية الأوروبية والذي تحتضن بلاده الاتحاد الدولي 'الفيفا' يتصرف بهذه القرصنة غير الحضارية.. وإذا كنت ادين النادي السويسري إدانة كاملة فانني اشفق علي الحضري الذي تصرف بغير وعي و دون دراية وانساق لإغراءات السويسريين المادية دون ان يفكر في مغبة او انعكاس ما يفعله علي ناديه ومجتمعه وحتي علي نفسه ومكانته كأفضل حراس افريقيا في كأس الامم الافريقية الأخيرة.. وهنا لا يجب ان نغفل ان القانون والقواعد واضحة لا لبس فيها.. وان عقد الحضري مع الاهلي لا يبيح له الخروج علي أي تفسير أو تأويل.. ولابد ايضا هنا ان نوضح اباحة فسخ العقد للاعب الذي تعدي سن ال 28 سنة وللاعبين مما تقل اعمارهم عن 18 سنة جاء في حكم من محكمة الاتحاد الأوروبي واعتمدها الفيفا في قواعده الاحترافية بعد ذلك.. وكان لزاما علي الحضري ان يخطر ناديه قبل سفره باسبوعين علي الاقل وان يراعي عملية تعاقده التي لا يزال تمنح الاهلي كل الحق في التفاوض مع الجانب السويسري واني أحترم كلمته واتفاقه ولا يتجاوز الاعراف ولا القواعد.. ويجب ايضا ان نضع في اعتبارنا ليونة ومرونة الاهلي في منح بعض لاعبيه فرصة الانطلاق إلي عالم الاحتراف امثال وائل جمعة وحسن مصطفي ومحمد شوقي وانه لم يكن ليقف امام مستقبل لاعبه لكن بصورة منطقية ومما يتفق مع مكانة وقيمة اللاعب الحقيقية.. ولعل كل هذه المعطيات تمنح الاهلي الحق في استبعاده لاعبه واعادة المشكلة إلي نقطة الانطلاق واجبار النادي السويسري علي الدخول من الابواب الشرعية لا الولوج من النوافذ والثغرات التحتية والخلفية.
الفيفا يرفض
ويقول كابتن محمد عبدالمنعم شطة مدير الادارة الفنية 'بالكاف' انه لم يحدث مثل هذه الواقعة في التاريخ الرياضي من قبل ولم يسجل 'الفيفا' مثل هذه القرصنة غير الشرعية.. ان هذه الواقعة لا تتفق مع القوانين واللوائح والقواعد فضلا عن انها منافية لكل الاخلاقيات والبديهيات والأساسيات، كما انها ايضا تعارض للميثاق الرياضي.. ولا يجب ان نتأثر بما يردده الحضري من انه تعرض لقهر وظلم من جوزيه ولم ينصفه ناديه فاضطر لاتخاذ هذا الموقف.. لقد كان الحضري في بؤرة اهتمام ناديه واتحاده ومجتمعه وكان مليء السمع والبصر ولابد لكل هذه المعطيات ان نضعها في حساباتنا ونحن نحكم علي الحضري لانه تغافل عنها وضرب بها عرض الحائط وخضع لاغواءات نادي سيون التي خرجت عن كل الابعاد القانونية من حق اللاعب في فسخ عقده واستغلال ما يعرف بفترة الحماية وبقية القواعد والتعامل بها في المادتين 16 و17 من اللوائح المطبقة في الساحة الدولية.. ومادمنا امام مشكلة واضحة المعالم وخطأ واضح للجميع دفع فيه الحضري وسيون السويسري فلابد من العودة للشرعية ولابد من ان تعود القضية برمتها إلي نقطة البداية ليملي الاهلي شروطه علي سيون ويفرض رأيه في احتراف لاعبه المتعاقد معه وغير المصرح له وفقا لأي قواعد قانونية أو حتي إنسانية في الهروب.